سوء التدبير و التسيير يزيد من أزمة المؤسسة العمومية و يضرب مفهوم المجانية

Publié le par UMT EL-JADIDA

سوء التدبير و التسيير يزيد من أزمة المؤسسة العمومية

و يضرب مفهوم المجانية

غزوان / أسفي

          من بين أهم القضايا التي طرحت مؤخرا للنقاش على مستوى المنظومة التربوية و من أجل تحسين جودة التعليم و الرفع من مستواه هي مسألة تأهيل الإدارة التربوية و على ما يبدو فان عملية التأهيل هذه لم ترق إلى المستوى المطلوب انطلاقا من النتائج المحصل عليها و انطلاقا مما أصبحنا نعيشه اليوم من أوضاع متأزمة داخل هذه المؤسسة العمومية . و مما تجب إثارته في هذا الباب هو غياب أجرأة بنود الإدارة و التسيير التربويين المنصوص عليهما في  الميثاق الوطني للتربية و التعليم خصوصا و أن بعض الإداريين لا زالوا يعتبرون الإدارة التربوية جهازا تحكميا تهيمن عليه أفقية القرار و سلطة الإدارة الجبرية مع ممارسة كل أشكال التعسف و الابتزاز في حق كل الممتنعين عن الخضوع لهذه السلطة . و على خلفية  ما   تمت الإشارة إليه يظهر أن الغالبية العظمى من رؤساء المؤسسات لا زالت تهمش دور المجالس التربوية و التعليمية و مجالس التدبير في اتخاذ القرارات اللازمة و معالجة القضايا الطارئة و المتداولة فبالرغم من كون مجلس التدبير مسئول عن المصادقة على القضايا التربوية مثل التنظيم التربوي للمؤسسة و التسيير المالي و التجهيزات المدرسية فان غالبية المديرين يقررون في هذه الأمور و بطريقة انفرادية دون مساءلة من رؤساءهم المباشرين أو من رؤساء المصالح المختصة كمصلحة الموارد البشرية أو الموارد المالية أو مصلحة الشؤون التربوية. أما المجالس التعليمية فإنها تكاد تكون عديمة كليا إلى درجة أن بعض الأطر من هيأة التدريس أصبحوا ينظرون إلى جاهزية التقرير على أنه ضرب من ضروب العبث .خصوصا و أن بعض المديرين أصبحوا ينجزون تقارير على مقاسهم و دون أن يعقد الاجتماع و نفتح هنا قوسا للمسئولية الأخلاقية قبل المسئولية الإدارية فمن يغيبون الوازع الأخلاقي و يغلبون الجانب البراكماتي في العلاقات الإدارية لايمكن أن يحققوا الأهداف النبيلة للرسالة التربوية و التعليمية و بالتالي فهم يضربون المجانية .                                              

 

Publié dans 461

Pour être informé des derniers articles, inscrivez vous :
Commenter cet article